recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

في عالم الطفل

 كيف يمكننا استخدام مفهوم التعرية كمنهج نتبعه لتصحيح أخطاء الأفراد ضمن المجتمع ..؟؟


كيف ندخل هذا المفهوم في حياة الطفل منذ سنواته الأولى كأسلوب في التربية؛ ليثمر إنساناً واعياً و فاعلاً و مؤثراً و مسؤولاً..؟؟


عندما يتمكن الإنسانُ من التخلص أو معالجة أفكار و اتجاهات سلبية أُلصقَتْ بمخيلته اتجاهَ مفهوم التعري، و النظرةُ القاصرة التي تحاكي الإنسانَ و ارتباطه فكرياً و ثقافياً بالتعري الجسدي، الذي اعتاد سامعوها على مجموعة من المفردات التي تضعه في دائرة الحرج و الخجل من هذا المفهوم؛ 

لأنه أعتاد على رسم كل ما هو سلبي في مخيلته، و كثير من الأحيان نجد أكثر المثقفين أو حتى أصحاب الاختصاص في علم النفس يتحاشَون بشكل أو بآخر الاقترابَ من هذا المفهوم أو الخوض فيه؛ لأنه يثير كثيراً من الجدل و النقد، و ذلك يعود سببُه للثقافة المجتمعية التي يُقيدها كثيرٌ من المحظورات اللفظية المعيبة، رغم أنها موجودة و مؤثرة سلباً في المجتمع بشكل عام، و لكن نتحاشى الخوض فيها، و هذا ما يجعل المجتمع في حالة من القلق و الارتباك بسبب معاناة يعيشها الكثيرُ من أفراده، لكن ضمن دائرة الصمت المطبق، أي يصبح هذا المجتمع، سواء كان صغيراً كالأسرة، أو الحي، أو على نطاق أوسع في المجتمع يسوده محظورات النقد البناء و البحث الجاد في معاناة الأفراد، و أسباب هذه المعاناة و البحث عن حلول شافية تجعل المجتمع أقوى، و بعيداً عن كونه بيئة حاضنة لعدة سلوكيات يعيشها الكثير من أفراده نتيجة جهلهم وخطورة ما يقومون به، والأخطر هو إبقاؤهم في دائرة العيب و عدم الإفصاح عن معاناتهم؛ لأننا كلما حاولنا الابتعاد عن مواجهة موقف معين بسلبيته، التي ربما تكون محدودة، و لجأنا للهروب أو غض الطرف عنها بقدر ما نكون قد ساعدنا على تثبيت السلبية و تعزيزها عند أصحاب هذا السلوك وعاشوا بظل التخفي، و كلما استطعنا الإحاطةَ و البحثَ عن أسباب هذا السلوك، تفوق لدينا الحسُّ الإنساني و القدرة على استيعاب الأفراد، فيغدو بإمكاننا مساعدة هذا الإنسان للتخلص من معاناته، ويجب أن نعطي هذا المفهوم حقهُ (التعرية)، و ذلك يكون بـ: 

أولاً: توظيف الخبرات النفسية و الثقافية و الإنسانية و الدينية. 

ثانياً: توضيح إيجابية هذا المعنى.

ثالثاً: زرعُ مفاهيمَ جديدةً بعيدةً عن محاكاة الغرائز، بل هو منهج متكامل يمكن أن نتعامل معه و من خلاله في محاكاة أمور الحياة؛ حتى يصبح ميزاناً يقيس الفردُ من خلاله تصرفاتِهِ و أسبابَها و نتائجَها، و بذلك نُثبِتُ أنَّ التعريةَ منهجٌ إيجابيٌّ نستطيع من خلاله إزالةَ الكثير من العيوب و النواقص التي تخصُّ الإنسانَ، و أنَّه تعريةٍ لسلوكيات خاطئة، فيغدو بمقدور الإنسان مراقبة نفسه من خلال محاكاة عقلية و تعرية لذاته، و هذا يحتاج لقوة في الشخصية، و تربية أسرية و اجتماعية يكمل بعضها بعضاً؛ لأنَّ الإنسانَ الذي يقوم بعمل أو سلوك معين نابعٍ من حريته في القيام بما يريد دون خوف أو تخفٍّ، سيكون الأكثر قدرة على تصحيح أخطائه، و هذا لا يعني الحريةَ التي تمنحه حقَّ شريعة الغاب، بل الحرية الناتجة عن تربية صحيحة واعية.


 فالطفل الذي أعتاد على الضرب و الإهانة كَرَدَّة فعل لأي سلوك أو تصرف خاطئ من قبل والديه - بقصدِ تغييرِ هذا السلوك - ستكون آثارُه أكثرَ سوءاً في المستقبل على هذا الطفل وشخصيته .


أما الأهل الذين ينتهجون مبدأ تعرية ما قام به الطفل من تصرف خاطئ، و شرح أضراره بطريقة يستوعبها الطفل بأسلوب ذكي، يجعل الطفلَ في مكان الحَكَم أو القاضي و ليس المتهم، بعدَ عرض مساوئ هذا التصرف و كيفية إيجاد حلول للخروج من هذا الموقف؛ ليكونَ هذا الطفلُ هو المساهمَ الأولَ في إيجاد الحل و طريقة تغييره من سلبية الموقف إلى إيجابيته، و إبقاء لغة الاحترام و الاستيعاب، مع وجوب عدم وضع أعذار و حلول جاهزة يصنعها أحد الوالدين أو الأقارب ليبعدَ الطفل عن العقاب؛ لأنه بهذا التصرف يكون قد صنعَ إنساناً بلا خيارات حقيقية، و لا ينمي عنده الحس المسؤول، بل يجعل الطفل مع تراكمات هذه الأفعال أكثر قدرة على الاحتيال و إيجاد حلول آنية؛ ليرضيَ غيرَهُ أو يبعد نفسه عن دائرة الحرج .


ومع مرور الزمن سيصبح هذا الإنسانُ رغم تعلمه و كثرة ثقافته، خارجَ حدود الشخصية المسؤولة المنضبطة، و هذا ما يجعله أكثر خطورة على المجتمع من الإنسان الأمي؛ لأنه يمارس منهجاً بعيداً عن التصحيح، و بمقدوره المراوغة و إخفاء الحقائق.

فلنكن على قدر كافٍ من المسؤولية و الوعي في تربية أبنائنا، و كيفية التعامل معهم فهم الأذكى والأقدر .


غادة الأحمد*🌹

عن الكاتب

مدونة غادة الاحمد*�� �� ���� أيا قلماً توهجَ في مِدادي يراعُ الرُّوح نبضٌ لامتدادي. بهِ يحلو القصيدُ وطيبُ بوحي كماءِ النهرِ يروي كلَّ صادِ

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة غادة الاحمد