ليكون جيلنا القادم بكل خير
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
كيف يستطيع المدرس أو المعلم استخدام منهج التَّعري داخل صفهِ ؟!
عندما يكون المعلم ذو المام كافٍ بنفسية طلابه ويمتلك القدرة النفسية والمنطق اللبق والسليم يغدو بإمكانه ايجاد طرق للتعامل مع أفراد صفه كل على حدة أي عندما يتعرض لمشكلة أو لموقف معين من أحد تلاميذه يكون أحرص على استيعاب أو امتصاص الفعل الذي قام به تلميذه بردة فعل تتناسب مع الموقف ذاته بعيدا عن أي اعتبارات أخرى ،عليه أن يكون كالإسفنجة التي تمتص السائل فبذلك يكون قد ابتعد عن النظرة السائدة، معلم تعرض لإهانة أو تصغير من تلميذ يُنعت بالوقاحة ويُذهب به إلى المدير ليشتد عقابه بعد الشتائم والإهانات من المعلم الذي تعرض للتجريح من تلميذه .
فعندما يتعالى المعلم عن هكذا فكر يغدو بإمكانه وجود طرق أخرى أجدى وأنفع بكثير من هذا الأسلوب وسيحاول خلق مواقف أكثر إجراما لمعلمه أو معلمته ليعيد صورته القوية أمام رفاقه ولو بالصورة الخاطئة ..!! لذا على المعلم التحلي بالحكمة والذكاء في أي موقف قد يتعرض له داخل صفه .
ولكي يكون ناجحا بعمله محبوبا عند تلاميذه عليه أن يأخذ بالحسبان عدة نقاط منها :
١-عندما يدخل صفه أول مرة، عليه أن يترك وجه المعلم العابس الذي يُرسل من خلاله رسائل لتلاميذه بأنه إنسان ذو شخصية قوية (متسلط -لايعرف المرح-يمتلك جدية في عمله وتعامله توصلهم للنفور )بل يدخل بوجه الإنسان الذي يدير مملكة محتواها أفراد يمتلكون عقول وأحاسيس وأمالا وآلاما ،وأن إبتسامته هي مفتاح الأمل ،وباب يغلق أسباب الألم ..أو يساعد على إبعادها على الأقل في داخل الصف .
ليستطيع التلاميذ الإنسجام معه ومحبة مادته ليفهموها
٢-أن يكون مسؤلا أمام نفسه ينظر لهذه المسؤولية نظرة إيجابية أي أن يحب هذه المسؤلية ويعمل لإتقانها ويتمعن بأهميتها لأنها من خلاله تصبح( مشروعاً)لبناء إنسان أو خلية إجتماعية ألا وهي- الأسرة- ثم بيئة إجتماعية ثم مجتمعاً متكاملاً بما يترتب عليه من تراكمات عِمادها الأم والأب والمدرسة .
فعندما يرى ما تترتب عليه المسؤلية التي يُسيرها (الضمير الحي) والأخلاق القويمة والثقافة الإجتماعية والدينية التي سمت بمهنته حتى أبلغتها الإرتقاء إلى حد (أن يكون رسولا )ولهذه معاني سامية جليلة ..
توجِب على المعلم الإحاطة بكل ما من شأنه أن يجعله إنسانا يسمو بالإنسانية .
٣-أن يتعامل مع تلاميذه على أنه واحد منهم مع حِفاظه على هيبته وشخصيته ،بل أن يكون ودودا ولا يحمل حقدا جراء موقف معين ،بل عليه عند تعرضه لأمرٍ يزعجه أن يكونَ صاحب نظرة واقعية ويحاول أن يُعري تلميذه من سلوكه السيء .. لا أن يُعريه من أخلاقه وتربيته .. ويبالغ في الشتائم والتجريح، وعليه أن يستحظر في نفسه أنه أمام أمانة متمثلة بهذا التلميذ وعليه التعامل معها بكامل الحرص والمسؤولية ،فيحاور هذا التلميذ بأدب الحديث ويفهمه الخطأ الذي قام به ..وأنه قادر على استيعابه ..
وكم هو حريص على أن لا يقع به كي لا يتعرض هذا التلميذ للتجريح من خلال تعزيز إنسانيته وقيمة الحفاظ على كرامته وتوجيه النُّصح له وتعليمه الأسلوب اللبق في التعامل مع معلمه ..
.. الحريص على مستقبله وبهذا يكسبه صديقا ويضفي جو من الود والإحترام داخل الصف ويرسم في عقول تلاميذه ونفوسهم صبغة الإرتياح لإنسانيته ويكسر حاجز الخوف من المادة لتكون متعة العلم والتربية هي دافع تلاميذه للذهاب إلى مدرسته
ويغدو بكل موقف يتعرض له هذا المعلم من أحد تلاميذه اساس بداية سلوك قويم بدل المشاكل التي لا تحلها العصا
غاده ياسين الاحمد