recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

قراءة انطباعية

 للناقد رأي موحدحول الفكرة والتأكيد على إيجابيات النص  دون النظر.. لصاحبه باساليب علمية  تحق الحق وتبطل الباطل وتهدف الى الرشد والاصلاح..  ويبدو ان الناقدة غادة ياسين الاحمد 

 ذات ثقافة عاليه ومخزون فكري واسع استطاعت به ان تقف على النص 


 وتفكيكة   باساليب علمية  واظهار الجوانب الإيجابة  ومافيها من جمال بالرغم من اصراها على انها ليست ناقدة ..؟    فلنقرأ بكل متعة وجمال ماجاء في قراءة الناقدة  (( غادة ياسين الاحمد )) ووقوفها على نص  ((  رصاص  الغدر     ))  للشاعر  المميز  ((  هيثم النسور ))  الذي كتب أجمل القصائد وجارى فطاحل الشعراء في القديم وتجاوز شعراء عصره وتقدمهم   بكل جدارة  وثقة  

**************


وقوف على قصيدة رصاص  الغدر 

للشاعر هيثم النسور

***********

 ،--  بقراءة نقدية ادبية انطباعية.

★★★★★

.بقلمي المتواضع ..غادة ياسين الأحمد*

★★★★★

🌹الحروف مثل المسام التي يتنفس من خلالها جسم الإنسان وأيضا يتخلص من خلالها من كل ما يؤذي جسده فيطرحه خارج الجسد والفكر بأسلوب يليق مع تطوره وأناقة إحساسه وقدرته على التناغم ونسج توافق بين الواقع وتأثيره وبين الحرف وما يأخذنا إليه ليعزز واقعا أو يرفضه بأسلوب جميل وحجة بليغة وهل هناك حجة أقوى من كتاب الله تعالى ..؟؟!!.هذه هي حروف الشاعر العميق الذي أخذ من جمال وقوة نظم الأولين صبغة جمالية لنظمه ..ومن كتاب الله العظيم خير شاهد وتوظيف يليق بقدسية أولى القبلتين وثالث الحرمين. قراءة انطباعية لقصيدة الشاعر العربي الكبير هيثم النسور

رَصَـاصُ الْـغَـدرِ.. 

▪️هيثم محمد النسور

لَـعَــمــرُكَ إِنَّ الْـعُـســرَ لَـيــسَ يَـــدُومُ

وَمَـا مِـن ظَــلَامٍ فِـي دُجَــاهُ، يُـقِـيــمُ


وَلَا تَجـتَـدِي نَـفـسٌ إِذَا الْـمَـوْتُ طَالَهَا

إِذَا مَـا بَـكَـاهَــا صَـاحِــبٌ وَحَــمِــيــمُ


فِـلَسطِينُ نَـادَت وَاسـتَجَارَتْ لـِحَيفِهَا

وَهَـيـهَــاتَ يُــصْـغِـي لِـلـنِـدَاءِ رَمِــيـمُ


خَـنَـعـتُـمْ ومَـلَّــكـتُــمْ زِمَـامَ أُمُـورِكُـمْ

لـِكُــلِّ خَـلِــيــعٍ يَـقــتَــفِــيــهِ زَنِــيـــمُ


فَـلَا مَـرحَـبًـا فِـيـمَـنْ يُــطَـبِّـعُ خَـانِـعًـا

فَـــذَاكَ شَــنَــارٌ يَـجــتَــدِيــهِ ذَمِــيــمُ


فَـوَاللَّهِ لَـنْ نَـرضَى مَـقَـامًـا بِـقُـربِـكُـمْ

وَلَـو جَـاورَتـنَـا فِـي الْـمَـقَـامِ نُــجُــومُ


فَـيَـا وَيـحَ مَـنْ يَـرجُـو مُصَافَاةَ غَـادِرٍ

وَمَـنْ يَـقـبَـلِ الـتَّـطْـبِـيـعَ فَـهـوَ أَثِــيـمُ


لَـقَـدْ صَـحَّ أَنَّ الْـخِـزْيَ وَالْـعَـارَ وَصمَةً

نِــفَــاقُ ذَوي الـقُـربَى عَـلـيَّ عَــظِـيـمُ


فِـلِـسـطِـيـنُ بَـاعُـوكِ الـرِّعَاعُ كَيوسُفٍ

بِـبَـخْـسٍ زَهِـيـدٍ وَالْـمُـصَـابُ جَـسِـيـمُ


وَهَـاهُـمْ تَـمَنَّـوا أَنْ يَـنَـالُـوا رِضَاءَ مَنْ

بِـبَــطْـشٍ تَـمَــادَى وَالــشُّــرُورَ يَــرُومُ


فَـبِـئْـسَ الَّـذِي قَـدْ قَـايَـضَ الْعِزَّ خِسَّةً

ذَلِـيـلٌ ومِـنْ طَـبْــعِ الْـكِــرَامِ عَـقِــيــمُ


فَقَالَتْ: دُمُـوعِـي فِي جُـفُـونِـي كَـأَنَّهَا

لَـهِـيـبٌ تَـلـظَّـى فِـي الْـفُــؤَادِ ضَــرُومُ


وَلَا خَـيـرَ فِــي أَخٍّ لِــغَــيــرِكَ فَـضــلُـهُ

عَــــدُوٌ لَـــدُودٌ جَــائِـــرٌ وَخَــصِـــيـــمُ


سُقِيتُ كُؤُوسَ الْحَتْفِ فِي زَهْوَةِ الصِّبَا

وَكَــفُّ الْـمَـنَـايَـا لَـوْ عَـقِـلْـتَ وَخِــيــمُ


تُـجـرِّعُـنِـي الأيَّــامُ مُـزْعِــفَ سُـمِّــهَــا

فَـيَـغْـبِــطُ شَـجــوِي حَـاقِــدٌ وَلَـئِــيـمُ


وَتَـمـزِيــقُ أَشــلَائِـي يُـعَـلِّـلُ لَـوعَـتِـي

وَتَـقــتِــيــلُ أَولَادِي عَـلَــيَّ عَــظِــيــمُ


أَيَـا أُمَّــــةَ الْـمِـلــيَـارِ أَيـنَ ضَـمِـيـرُكُـمْ

أَلَــمْ يَـبـقَ فِـيـكُــمْ رَاشِـــدٌ وَفَــهِـيــمُ


فَـيَـا لَـيـتَنِي مَا عِشتُ يَومًا وَحُرمَتِي

يُــدَافِـــعُ عَــنـهَـا صِـبْــيَـةٌ وَحَــرِيـــمُ


تُـرَابِـي حَــوَى أَطـفَــالَ غَــزَّةَ بَـاكِــيًـا

وَطَـيـرُ الْـمَـنَـايَـا فِـي سَـمَـائِي يَحُومُ


وَأَصعَبُ مَـا فِي الْعُـمرِ لِلْمَـرءِ يَرتَجِـي

إِغَــاثَـــةَ مَــن فِـيــهِ الْإِبَـــاءُ عَــدِيــمُ


وَأُوصِـيكُــمُ لَا تُـذعِـنُـوا أَوْ تُـطَـبِّـعُـوا

وَلَـو عَــسَّ صُـبــحٌ فِــيـكـمُ وَبَــهِــيـمُ


أَمَـا زَالَ فِـيـكُــمْ مِـنْ بَـقَـايَـا كَــرَامَـةٍ

عَـنَـاكُـمْ يُـذِلُّ الْــمَــرءَ وَهَــوَ كَــرِيــمُ


فَـتَـبًّـا لِـهَذَا الْـعُـمـرِ يُـضْـنِي بِـشُـؤْمِـهِ

وَخَـطـبِيَ مِـن صِـرفِ الزَّمَـانِ، قَـدِيـمُ


وَقُـدسِـي مُـهَـانٌ مِنْ يَـهُـودٍ وَوَجـهُـهَا

عَـبُـوسٌ مِـن الْإِجـحَـافِ وَهَـوَ كَـظِيمُ


يَـصُوتُ رَصَـاصُ الْـغَـدرِ فِـيهَـا مُلَعلِعًا

فَـيُـقــتَــلُ فِـيــهِ يَــافِـــعٌ وَفَــطِــيــمُ


فَـأَيـنَ صَـلَاحُ الـدِّيـنِ بَـلْ أَيـنَ خَـالِـدٌ

لَـعَــلَّ لَـهُــمْ بَـعــدَ الْــغِــيَــابِ قُــدُومُ


يُـعِـيـدُونَ مَـجـدَ الْـعُـربِ مِن بَعدِ ذِلَّةٍ

يَـفُـكُّـونَ عَـنـهَـا الْـقَـيـدَ فَـهـوَ حَـزِيـمُ


سَـأَبـكِـيكِ يَا مَسرَى الرَّسُولِ وَأَنحَنِي

مُـجِـلًا وجَـفــنِـي وَالـدِّمَــاءَ سُـجُــومُ


فَنَحنُ الأُبَـاةُ الْـحَـامِـلُـونَ عَلَى الـرَّدَى

وَلَـيـسَ لَـنَـا فِـي الْـمَـكـرُمَـاتِ غَـرِيـمُ

___________________

حررت في رام الله-فلسطين

٢٣-١٠-٢٠٢٢

.....

تميز الشعر بخاصيات وجماليات  كثيرة ..عبَّرت رت عن سيرة الحياة الانسالية وامتزجت مع اساسيات ومتطلبات الحياة ..باختلاف الأغراض والانتماءات حسب ذائقة الشاعر وميوله والأفكار التي ينتمي إليها ويجعل منها اسقاطات تتشرب مضامين الواقع لتنجز شيئا يحاكي الواقع برمزية جميلة ..

ولأن الشعر رسالة وواجب انساني واخلاقي لكل من حباه الله هذه الملكه الإبداعية ..وجدنا كثيرا من الحروف التي ترتقي لتحمل رسالة أمة أثملها الوجع والفقد .


نقف أمام عنوان عريض يتمخض عنه فتح بوابة عريضة نستعرض من خلالها أبياتا تعزف على وتر المأساة لحنا شجيا داميا.


رصاص الغدر;

..

استفتاحية عملاقة تليق بما. يليها من مضامين أدبية وفكرية وفلسفية بدت وكأنها إشارة لبعث جديد..نهضة تسمو إلى التحليق في فضاءات الإبداع الرحيبة وأغراضه لتستقيم الحياة ويزدهر الوجود بعد كبوة طويلة ..!!


رصاص الغدر:رمزية واقعية للرصاصة الأولى التي وضِعت في قلب أمتنا العربية واستقرت في مجرى التنفس( فلسطين) بعد إطلاقها من بندقية غادرة حملها وعد خائن لكل القيم والديانات السماوية.


رصاصة مازال جرحها ينزف أرواحا ليُغرق أمتنا ببحر من الدماء وليقطِّع شرايينها الممتده على اتساع وطننا العربي الكبير ..!!

رصاص الغدر رمزية في الجمع تحمل عنوانا لكل القبح ولتدني الأخلاق والقيم الإنسانية.


ذكاء وقوة في اختيار هذا العنوان الدامي.

يكمل شاعرنا باستفتاحية للأبيات بأسلوب. تربوي ديني واثق وبجمالية القسم الذي بدأ به قصيذته وهذا يدل على عمق وتوحد في الفكر الإبداعي وانبعاث صارخ من روح تجلت في ملازمة الدستور الأول للمسلمين ..

فكانت استفتاحية مهيبة ..


بيت عبر عن روح التفاؤل بين طيات الألم ..

حروف مُبشرة 

(إنا أرسلناك مُبشرا ونذيرا)

فالبشارة لها مالها من تأثير على نفس المتلقي وتجعله في شغف للمتابعة لأن فطرتنا ترنو إلى استشراق الأمل والبشائر


انتقال مباشر إلى روح الفكرة والبضاعة التي يتاجر بها الإنسان مع ربه ..ومدلولات الموت الذي لابد آت للإنسان باختلاف ظروفه ..

وهنا دعوة للتمعن والتبصر بحقيقة الحياة واختيار النهاية التي تليق..وهذا البيت مفتاح لما يليه من أبيات أراد الشاعر أن يبث من خلاله روح التفكر وبشيء مُبطن يخبرنا بأن الجهاد المقدس في سبيل الذود عن المقدسات يليق به نهاية عمر مشرفة ..وهيهات بين من يندبه أحبابه وبين من يحتفل الكون بعرسه ويزف إلى أعالي الجنان


سمع الشاعر صوت فلسطين الذبيحة والتي أثملتها الخطوب والمآسي ليؤكد لنا بأنها تنادي على أموات أو من صمو آذانهم عن صوت صراخها وكأن لسان حاله يقول وهل يسمع الصم الدعاء ..


يتوجه الشاعر مخاطبا من استصرختهم فلسطين وعموا وصموا.. بقو بليغ وحكيم بل هو كالسهم الماضي نحو الهدف مباشرة ومن دون مقدمات ..


تصوير ولا أروع يحاكي سبب تقهقر العروبة وهو الخضوع والاستسلام والتنازل عن الكرامة والقضايا الوجودية ووضعها في أيدي من لاتليق بهم المكارم ولا الأمجاد بل استخدم الهيثم تعبيرا تجلت به عناوين كثيرة للتبعية والانصياع والانقياد خلف مطامع ورغبات لأن من يقودونهم لاينتمون لأصل العروبة وغيرتها ..بل هو تابع يتبعه (زنيم)وهنا من أجمل وأروع مايستخدم لغرض التوضيح وشمول المعنى وتأكيده

كما قوله تعالى

عُتل بعد ذلك زنيم

وهو من ترك اصله والتصق بالأغراب ..فتتجسد العمالة والانتماء لأعداء فلسطين الحبيبة وأعداء الدين والشرف العربي.

فقال:

لَـعَــمــرُكَ إِنَّ الْـعُـســرَ لَـيــسَ يَـــدُومُ

وَمَـا مِـن ظَــلَامٍ فِـي دُجَــاهُ، يُـقِـيــمُ


وَلَا تَجـتَـدِي نَـفـسٌ إِذَا الْـمَـوْتُ طَالَهَا

إِذَا مَـا بَـكَـاهَــا صَـاحِــبٌ وَحَــمِــيــمُ


خَـنَـعـتُـمْ ومَـلَّــكـتُــمْ زِمَـامَ أُمُـورِكُـمْ

لـِكُــلِّ خَـلِــيــعٍ يَـقــتَــفِــيــهِ زَنِــيـــمُ


فَـلَا مَـرحَـبًـا فِـيـمَـنْ يُــطَـبِّـعُ خَـانِـعًـا

فَـــذَاكَ شَــنَــارٌ يَـجــتَــدِيــهِ ذَمِــيــمُ


يوضح في بيته التالي تبعات الانقياد باستنكاره الصارخ للتطبيع مع العدو وكل من ينصهر في دائرته من المطبعين..!!

ويبرز انتسابهم لكل مُعيب وقبيح  وبانسياب يكمل محاكمته الحرفية على أعداء الأصالة والإباء برفضه الاقتراب أو التقرب منهم مهما بلغوا من بهرجة مغرية في المال ومكاسب الدنيا الفانية ..كيف لا وحروف شاعرنا تقطر من مزن الأنفة الممتدة عبر تاريخ الكرامة يوم اعتلا صهوتها أجدادنا الأولون.


نقلة تحذيرية  وهجاء يحمل نبرة التوعية بأسلوب محبب يدعو إلى اعمال العقل ومراجعة الذات ..


وهنا تكتمل  إقامة الحجة ..وكأنه يستحضر قوله تعالى:(ألا تُقاتلون قوماً نَّكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول ..)

ويكمل تأكيده على مالحق بأمتنا من عيوب وخطوب بسبب نفاق البعض.. ومحاباتهم للمجرمين المغتصبين ..

لتبرز مشاعر الألم والأسى المتدفق لعِظم الوجع الذي يسببه شعور الخذلان من المقربين إليك وهنا لفتة شعورية تضج بمضامين وتصويرات غاية في الدقة والجمال الإبداعي في تقريب المفاهيم لعقل القارئ بأسلوب سلس رغم فخامة المفردات وانتسابها لنظم القدماء الأفذاذ.

يكمل بنفس السياق الساخر المدثر بنيران الغضب لسوء تصرفهم وابتعادهم عن طريق الكرامة والذود عن حِماها فقال: 


وَهَـاهُـمْ تَـمَنَّـوا أَنْ يَـنَـالُـوا رِضَاءَ مَنْ

بِـبَــطْـشٍ تَـمَــادَى وَالــشُّــرُورَ يَــرُومُ


فَـبِـئْـسَ الَّـذِي قَـدْ قَـايَـضَ الْعِزَّ خِسَّةً

ذَلِـيـلٌ ومِـنْ طَـبْــعِ الْـكِــرَامِ عَـقِــيــمُ


ثم يمتزج الشاعر مع روح فلسطين وينطق بحروفها التي عبر عنها بجمالية موجعة ..أعطاها ومضة ساحرة فبدت كأنثى رقيقة الإحساس شفيفة المشاعر فأخذت تسترسل بنثر شكواها الذي يزيد من عذابات القارئ ويدخله في صور معاناتها بطريقة تحاكي الخيال البعيد القريب من خلال اسقاطات عاشتها واقعا قاتلا فبدت الحروف كوثيقة وقعت عليها فلسطين بدموعها الملتهبة وشهودها من وقعوا على الخذلان والتطبيع ليكملوا صفقة نخاستهم ....... ..ثم يستحظرها برمزية الوطن الكبير وكم تعاني من تمزيق وكم ترسم حدودا داخل قلبها النازف على تقسيمات غادرة فالقدس إلى شرقية وغربية.. وحواريها لم تعد بأسمائها العربية ..رمزية حملت معنى ا أقوى الصور ..!!يعود الهيثم ليُلبِسها  ثوب الأم الثكلى.. التي نعت كل أولادها ولم تفرق بينهم .. وهنا قوة في ايصال رسالة الوحدة الوطنية  بنفس القوة التي فطرت عليها قلوب الأمهات تجاه أولادهن ..ثم يعود ليمنحها دورها في قيادة معركة الفكر والتفكر وإقامة الحجة على أمة يبلغ تعدادها مليارا وهنا نهوض بنفسية من جبنوا فالعدد له أثره في شحذ الهمم وكأنها تصرخ وامعتصماااه ..لكن تريد أن توقظ من ناموا وتشرح واقعها المؤلم وكيف استباح الغاصب حُرمتها بسمسرة وعمالة المقربين. الذين باعوا ضمائرهم فأصبحوا بالنسبة لها عارا على الكرامة وسجايا الكرماء ..لأن من قبل تدنيس المقدسات وطرب  لسماع أصوات الطلقات القاتلة للبشر والشجر والحجر ..لايمت للعروبة بصلة ..وهو كما المغتصب ..ثم تقف شامخة رغم كل الركام الذي أعياها ثِقله لتحاكي أبناءها وتستجدي ذلك البطل الذي تؤمن بوجوده كما كان صلاح الدين أبناً باراً بها ..وعولت على عودته بعد غياب طويل أرهق أركانها فكم غفت أمتنا بسبب ابتعاد أبطالها عنها وكم سيفخر بهم المجد ويلبس حلة المجد والعزة بعد أن يزيلو نير المحتل ويقتلعوا شجرته الخبيثة ..الدخيلة على أمتنا .

وهنا تجلت كلماته بأجمل مما ذُكِر


فَقَالَتْ: دُمُـوعِـي فِي جُـفُـونِـي كَـأَنَّهَا

لَـهِـيـبٌ تَـلـظَّـى فِـي الْـفُــؤَادِ ضَــرُومُ


وَلَا خَـيـرَ فِــي أَخٍّ لِــغَــيــرِكَ فَـضــلُـهُ

عَــــدُوٌ لَـــدُودٌ جَــائِـــرٌ وَخَــصِـــيـــمُ


سُقِيتُ كُؤُوسَ الْحَتْفِ فِي زَهْوَةِ الصِّبَا

وَكَــفُّ الْـمَـنَـايَـا لَـوْ عَـقِـلْـتَ وَخِــيــمُ


تُـجـرِّعُـنِـي الأيَّــامُ مُـزْعِــفَ سُـمِّــهَــا

فَـيَـغْـبِــطُ شَـجــوِي حَـاقِــدٌ وَلَـئِــيـمُ


وَتَـمـزِيــقُ أَشــلَائِـي يُـعَـلِّـلُ لَـوعَـتِـي

وَتَـقــتِــيــلُ أَولَادِي عَـلَــيَّ عَــظِــيــمُ


أَيَـا أُمَّــــةَ الْـمِـلــيَـارِ أَيـنَ ضَـمِـيـرُكُـمْ

أَلَــمْ يَـبـقَ فِـيـكُــمْ رَاشِـــدٌ وَفَــهِـيــمُ


فَـيَـا لَـيـتَنِي مَا عِشتُ يَومًا وَحُرمَتِي

يُــدَافِـــعُ عَــنـهَـا صِـبْــيَـةٌ وَحَــرِيـــمُ


تُـرَابِـي حَــوَى أَطـفَــالَ غَــزَّةَ بَـاكِــيًـا

وَطَـيـرُ الْـمَـنَـايَـا فِـي سَـمَـائِي يَحُومُ


وَأَصعَبُ مَـا فِي الْعُـمرِ لِلْمَـرءِ يَرتَجِـي

إِغَــاثَـــةَ مَــن فِـيــهِ الْإِبَـــاءُ عَــدِيــمُ


وَأُوصِـيكُــمُ لَا تُـذعِـنُـوا أَوْ تُـطَـبِّـعُـوا

وَلَـو عَــسَّ صُـبــحٌ فِــيـكـمُ وَبَــهِــيـمُ


أَمَـا زَالَ فِـيـكُــمْ مِـنْ بَـقَـايَـا كَــرَامَـةٍ

عَـنَـاكُـمْ يُـذِلُّ الْــمَــرءَ وَهَــوَ كَــرِيــمُ


فَـتَـبًّـا لِـهَذَا الْـعُـمـرِ يُـضْـنِي بِـشُـؤْمِـهِ

وَخَـطـبِيَ مِـن صِـرفِ الزَّمَـانِ، قَـدِيـمُ


وَقُـدسِـي مُـهَـانٌ مِنْ يَـهُـودٍ وَوَجـهُـهَا

عَـبُـوسٌ مِـن الْإِجـحَـافِ وَهَـوَ كَـظِيمُ


يَـصُوتُ رَصَـاصُ الْـغَـدرِ فِـيهَـا مُلَعلِعًا

فَـيُـقــتَــلُ فِـيــهِ يَــافِـــعٌ وَفَــطِــيــمُ


فَـأَيـنَ صَـلَاحُ الـدِّيـنِ بَـلْ أَيـنَ خَـالِـدٌ

لَـعَــلَّ لَـهُــمْ بَـعــدَ الْــغِــيَــابِ قُــدُومُ


يُـعِـيـدُونَ مَـجـدَ الْـعُـربِ مِن بَعدِ ذِلَّةٍ

يَـفُـكُّـونَ عَـنـهَـا الْـقَـيـدَ فَـهـوَ حَـزِيمُ

يتابع الهيثم محاكيا فلسطين (الضحية) بأروع تضمين وتوغل في حنايا المصاب ليبهرنا بصورة تخطت جمال الإبداع لتدخل محراب المقارنة الذكية ..!!

فقدسية فلسطين كقدسية يوسف عليه السلام ..

والمتآمرون هم اخوته كما تصورهم الشاعر في مقام المطبعين ..

الذين باعوا أولى القبلتين وثالث الحرمين ..

معراج طه الآمين عليه الصلاة والسلام ..

كما باع الإخوة يوسف عليه السلام

فالمؤامرة متوحدة الأركان ولها نفس الخيوط .يعود الهيثم ليتحدث بلسان أمته التي تبكي مقدساتها وتذرف دموع اللوعة والتوق لذلك اليوم الذي تنجلي ظلماته وتعود لفلسطين إشراقتها بعد اندحار الغاصبين عن ثَراها الطاهر ..على أيدي الأشاوس الأحرار وصناع القرار الحقيقي بأن للعروبة رجالها.. وللحُرمات من يذود عنها بأغلى مايملك ..حروف أوقد لهيبها ذلك المكان الذي أوحى له بهذه النفائس وعبق النسائم الفلسطينية الهادرة بصوت السكون الغافي على شرفات أقصاها الذي ينتظر إطلاقا لسراح حناجر القلوب لتفتديه بنبضها وتعيده حرا مهيبا ..فانت قفلة مهيبة معبرة ..


سَـأَبـكِـيكِ يَا مَسرَى الرَّسُولِ وَأَنحَنِي

مُـجِـلًا وجَـفــنِـي وَالـدِّمَــاءَ سُـجُــومُ


فَنَحنُ الأُبَـاةُ الْـحَـامِـلُـونَ عَلَى الـرَّدَى

وَلَـيـسَ لَـنَـا فِـي الْـمَـكـرُمَـاتِ غَـرِيـمُ

___________________

عن الكاتب

مدونة غادة الاحمد*�� �� ���� أيا قلماً توهجَ في مِدادي يراعُ الرُّوح نبضٌ لامتدادي. بهِ يحلو القصيدُ وطيبُ بوحي كماءِ النهرِ يروي كلَّ صادِ

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة غادة الاحمد