بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .
إهداء إلى اللغة العربية وكل محبيها..
⚘معشوقةٌ أهواها⚘
-قد عشتُ عُمري ما عشِقتُ سواها
وتدفَّقَتْ رُوحي تصوغُ رُؤاها
- مذ كنتُ ألهو في الطفولَةِ عشتُها
نغمًا يعانقُ مِسْمَعيَّ صداها
-وسَمِعْتُها تزهو بأجمَلِ حُلَّةٍ
قرآنِ ربي، بالبيانِ حباها
- يتلوهُ شيخٌ قد رَواني علْمُه
لُغَتي تعَهَّدَ في الصِبًا ورعَاها
- أُصغي لأسمعَ في الليالي صوتَه
يتلوهُ قُرآنًا يزيدُ عُلاها
***
- رحِمَ الإلهُ الشيخَ أحمدَ والدي
لولاهُ يومًا لمْ أَفُزْ برضاها
- مُذ كنت يافعةً، سقاني حُبَٓها
فحملتُ شعلتَها ،عشِقتُ ضِياها
- دلِّلتُها وسبَحُتُ في أمواجِها
وشربتُها، ونَعِمْتُ من ريّاها
***
- لغتي عشِقتُ فيا مشاعرُ هلِّلي
لاتسألوني كم أنا أهواها
١- رقَّتْ وأبدعَتِ الجمالَ حروفُها
وروَتْ فؤادي من نَميرِ رُواها
- فكتبتُها شعرًا وكنتُ صغيرةً
وغذوتُها حرفًا زَهَا تيَّاها
***
- أسماءُ أجملُ من تكلَّمَ، واحتوى
لغةً،وكُلَّ حنانِه أعطاها
- كانتْ مُعلِّمَتي رعاني حِضنُها
سَقَتِ الغراسَ وأحسَنَتْ مرعاها
- وتعهَّدتْ شِعري وكنت صبيَّةً
وبَراعِمي ما فتَّحَتْ لولاها
-تابعتُ دربي في الحياةِ أُجِلُّها
وأذوقُ من شهدِ الحروفِ جناها
***
- لغتي سميري بل نسيجُ هُويَّتي
وكطيبِ شَهدٍ في الجِنانِ جَناها
- لُغتي عُرِفْتُ بعِشقِها فتألَّقَتْ
منّي المشاعرُ بوحُها وتُقاها
- لغةٌ بها تسمو العقولُ وترتقي
تَعيا المعاجمُ عن بلوغِ مَداها
- لنْ يستطيعَ الشعرُ جنيَ كنوزِها
والنثرُ يلهثُ كي يَطالَ سماها
- هي دوحةٌ في ظِلِّها تحلو الرؤى
فيظلُّ يعبَقُ بالشذا معناها
- أصواتُها عزفٌ يَلَذُّ سماعُه
إنْ عاشقٌ أصغى لها وتلاها
- وتوافُقٌ في الجَرْسِ بينَ حُروفِها
إعرابُها أعطى الحروفَ بهاها
***
- أَجدَادُنا مَنْ أشْبَعُوها عِزَّةً
من فَيضِ مجدِهِمُ سَمَتْ تَتَباهى
- لم يهمِلوها بلْ تَسَابقَ سعيُهمْ
وبكلِّ فرعٍ في العلومِ سَقاها
- والحرفُ أَزْهَرَ في رياضِ ذَكائِهِم
نَقَلَ العُلومَ بِدِقَّةٍ وَحَواها
***
٢٥- لغةٌ تحدَّثَ عن خَصائصِها الأُلى
عَرَفُوا اللغاتِ وأدرَكوا مغزاها
- لا ينطَوِي موجُ الحُروفِ بنُطقِها
فَلَها شواطِئُ حدَّدَتْ أقصاها
- وبِحارُها أصدافُ دُرٍّ تزدَهي
بِلآلئٍ، كم نشتهي مرآها
- في كلِّ إبداعٍ تجلَّى سِحرُها
وعلى اللغاتِ بجَرسِها زكَّاها
- أصواتُها لاتحتوي مُتَنافِرًا
تختارُ من نَغَماتِها أصفاها
- تخْتالُ عُجْبًا في رداءِ رَشاقةٍ
ويُضيءُ أروِقَةَ الحديثِ سَناها
***
- واليوم -وا أسفاه- ضلَّتْ دربَها
إذ ضلَّ سعيُ الحاملين لِواها
- نَصرُوا عليها ألْسُنًا مُعوَجَّةً
وعنِ الفصاحَةِ كَمَّموا الأفواها
- ألغَوا من التعليمِ سَردَ حُروفِها
بقراءةٍ تُعطي الحُروفَ مداها
- واختلَّ ميزانُ التذَوُّقِ عندَهم
فحَشَوا مناهجَنا بما أعماها
- رسَمُوا على الجُدرانِ أحرفَ غيرِها
لحُروفِها طَمَسُوا، فلست تراها
-وإذا تراءَتْ مرّةً مكتوبةً
أخطاؤُهُمْ كم تستبيحُ دماها
- وإذا استفاقُوا مرَّةً من غَيِّهم
نَطقُوا الحروفَ فأخطأوا مجْراها
- فمُرقَّقٌ تَبدو بنُطقِهِ غِلظةٌ
ومُفخَّمٌ بمُيوعةٍ قد تاها
***
- عصَفَ البلاءُ، فهلْ لنا من عَودةٍ
لِرُبوعِها الغنَّاءِ ما أرقاها
- هي وَاحَتي وهي النعيمُ لمُهجتي
وبها ملكتُ مِنَ المحبَّةِ جاها
- مهما تَآمرتِ الخصومُ لوأْدِها
تَشْمخْ مُعزَّزةً تصونُ حِماها
- فاللهُ أَلْبَسَها الخلودَ بذكرِه
وَعْدًا عليه بحِفْظِها
أعطاها
✍بقلمي
شعر: د. د.وجيهة السطل