الْعَرَبِيَّةُ اللِّسَانُ..
▪️هيثم محمد النسور
شَـتَّــانَ بَـيـنَ الْـجَـفْـوِ وَالـتَّـحـنَــانِ
وَسَـخَـاءِ كَــفِّ الْـمَـرءِ وَالْـحِـرمَــانِ
إِنِّــي لأَعـلَــمُ عَــن يَــقِــيــنٍ أَنَّــــهُ
لَا يَـسـتَـوِي أوْ يَـلْـتَــقِـي الـضِّــدَّانِ
فَـالـنَّـاسُ بَـيـنَ تَـهَـلُّـلٍ وسَــعَـــادةٍ
وَعُـسُــوفِ دَهـــرٍ وَاتِّـقَــاءِ زَمَــــانِ
هَـبَّ الـنَّـسـيـمُ عَلى الـرُّبَـا فتَأَرَّجَتْ
عَـبَـقًـا زُهُــورُ شَـقَـائِــقِ الـنُّـعـمَـانِ
أَيْـكُ الـرِّيَـاضِ تَـعَـانَـقَـتْ أَغـصَـانُهَا
وَالـطَّـيـرُ صَـادِحـةٌ عَـلَـى الْأَفـنَـــانِ
يَـا غَـايَـةَ اللُّـسُـنِ الْـفِـصَـاحِ مُـبَاركٌ
لَـكِ فِي الـنِّـزَالِ بَـسَـالَـةُ الْـفُـرسـانِ
لُـغَـةُ الْـمُـولَّـعِ وَالْـمُـتَـيَّمِ فِي الْهَوَى
وَفُــؤادُ صَــبٍّ مُــغــرَمٍ وَلْــهَـــــانِ
هَــذَا كِـتَـابُ اللَّـهِ أَرسَـى صَـرحَـهَـا
مِـنــهَــاجُ حَـــقٍّ رَاسِـــخُ الْأَركَــــانِ
هِـي بَـيـنَ أَضْـلَاعِـي كَـنبْضـةِ خَافِقٍ
سَـكَـنَ الْــفُــؤادَ بِـأُلـفَــةٍ وَتَـفَــــانٍ
قَـالَتْ عَـلَامَـكُـمُ اسْـتَـبَحتُمْ حُرمَتِي
كَـي تَـستَـبـدُّوا فِـي الْـمَـقَـامِ مَكَانِي
أَوَلَسـتُ أُمَّـكـمُ؟ فَـقدْ أَرضَـعـتُـكُـمْ
مَـجـدًا وَعِــزًا فِـي لَـذِيــذِ لِـبَــانِــي
أُنـجِـبـتُ فِـي فَـجـرِ الزَّمَانِ وَلَمْ يَزَلْ
صَـرحِـي مَـتِـيـنَ الـرُّكنِ وَالْـبُـنـيَــانِ
مَـا كُـنْـتُ حـِكْـرًا لِـلأَعَـــارِبِ إِنَّـمَــا
مِـنْ عِـتـرَتِـي مَـنْ يَـنـطِقُونَ لِسَانِـي
قَـدْ فُـقْتُ فِي ضَادِي اللُّغاتِ بأَسرِهَا
شَـيَّـدْتُ مِـنْ أَبـهَـى الْحُـرُوفِ كَيَانِي
بِـمـدَادِيَ الشُّـعرَاءُ نَـالُـوا مَـجدَهُـمْ
فِـي مـَدحِـهِـمْ لِلمُصْطفَـى الْعَدْنَانِ
نَـظَمُوا الْقَصَائِـدَ مِن دَرَارِي لُـؤلُـؤِي
جَـمـعُـوا الْـجَـنَى مِـنْ رَوضِيَ الرَّيَّـانِ
مِنْ أَحْـرُفِـي صِـيغَـتْ رِسَـالَـةُ أَحْمَدٍ
حَـتَّـى غَــدَوتُ أَنِــيـسَــةَ الـقُـــرآنِ
فَـوَهَـبْـتُ أَمْـجَـادي لأَمَّــةِ يَـعــرُبٍ
وَمَـنَـارةً لِـمَنِ أهــتَــدَى بِـبَــيَـانِــي
طُـوبَى لِمَنْ نَـهَـلَ الرَّحِـيـقَ وَشَـهدَهُ
مِـمَّـا تَـدَانَـى مِنْ قُـطُـوفِ جِـنَـانِـي
وَلَـقَـدْ حَـبَـانِـي اللَّـهُ فِـي فُـرقَـانِــهِ
فَـسَــمَـوتُ فِـي عِــزٍّ عَـلَـى أَقـرَانِـي
وَتَــبَـــوأَتْ ضَــادِي بِـكُـــلِّ رَزَانَــــةٍ
عـَرشَ الْـحُـرُوفِ عَلَى مَـدَى الأَزمَـانِ
وَنَـسَجْتُ مِنْ مُتُنِ الْحَدِيثِ صَحَائِفًا
عَـجَـزَ الْـقَـصِـيُّ لـِشَـرحِـهَـا وَالدَّانِي
وَلَمَـمْـتُ مِنْ بَـعدِ التَّشَتُّتِ شَملَكُمْ
وَطَـوَيـتُ أَكـنَـافَ الـزَّمَـانِ الـفَـانِـي
وَبِـأَحْــرُفـي نَــزَلَ الْـكِـتَـابُ مُـرتَّــلًا
إِعْــجَـازُ وَحْــيٍ مِـنْ هُـدَى الـرَّحْمَنِ
يَا مَنْ تَـغُـوصُ لِـكَـي تَـصِيـدَ لآلِـئِـي
بَـحـرِي عَـمِـيـقٌ غَـائِــرُ الْـقِـيـعَــانِ
خُـذْ مَا تَـشَـاءُ مِنَ الْـمَـعَـانِـي إنَّـنِـي
أُعْـطِــي بِـلَا حَــدٍ لِــمَــنْ وَافَــانِــي