البحر البسيط والضرب المخبون
... ...
جَذْوَةُ الحَقِّ
... ...
الشَّمسُ تُشرِقُ وَالدُّنيَا لَهَا رَحَبُ
والنَّاسُ تَسعَى وَفِي الآفَاقِ مُرتَغَبُ
وَالكَلُّ يَدنُو مِنَ العَليَاءِ يَطلُبُهَا
فَكَيفَ تَنجُو وَفِي آفَاتِها العَطَبُ
وَالعَقلُ شَتَّ فَمَا فِي النَّاسِ مِن خُلُقٍ
وَلَا الضَّعِيفُ لَهُ فِي الكَونِ مَكْتَسَبُ
مَا أَضيَقَ الأَرضُ إِنْ أَلقَتْ غَوَارِبَهَا
أَيَصدُقُ القَولَ مَنْ فِي طَبعِهِ الكَذِبُ؟!
أَوَّاهُ مِنْ زَمَنٍ بَاتَ الرَّجَاءُ بِهِ
قَبراً بِلا كَفَنٍ وَالمَوتُ يَحتَلِبُ
فَالكُلُّ فِي هَرَجٍ مَاانْفَك يَعرِكُنَا
وَهَالةُ العُجبِ أَعٍمَتْ مَنْ لَهُ ذَنَبُ
... ...
أَفنَيتُ عُمرِيَ لَمْ أَفهَم عَوَارِضَها
وَمَا سَيَأتِي فَذَاكَ الغَيبُ مُحتَجَبُ
بَلِ العَجِيبُ مِنَ الدُّنيَا مَفَاسِدُها
وَمَا يٕضُرَّ وَجُلُّ الخَلقِ قَد نَكَبَوا
لَا يَستَقِيمُ لِسَانُ الحَالِ فِي أَمَمٍ
الفُوزُ عِندَهُمُ فِي جَمعِ مَا احْتَطَبُوا
هَلْ مِنْ طَرِيقٍ لنَا وَالغَدْرُ يَطلُبُنَا
وَالبَعضُ يَظلِمُنَا ، مِمَّنْ لنَا نَسَبُ
مَشَاعِلُ النُّورِ تَذوِي فِي أَعِنَّتِها
وَالفَجرُ يَخبُو، وَمَا لِلحَقِّ مَنْ يَثِبُ
... ...
هذِي فِلِسطِينُ قَد أَوْفَتْ عَلى مِئَةٍ
مِنَ السِّنِينَ وَمَا انْزَاحَتْ لهَا كُرُبُ
بِأَيِّ حَقٍّ لِمَن جَاءُوا بِشِرعَتِهِم
زُوراً وَهُم شَرُّ مَنْ لِلحَقِّ قَد سَلَبُوا
جَارَوا عَلى الكُلِّ فِي بَيتٍ وَفِي وَطَنٍ
وَالشَّيخُ مِنْ ظُلمِهِم وَالطِّفلُ يَنتَحِبُ
بِأَيِّ وَجهٍ يَرُومُ الحُرُّ مَطلَبَهُ
إِنْ سَادَ ظُلمٌ وَلَم يُترَكْ له سَبَبُ
... ....
الَّلهُ أَودَعَ فِي الإِنسَانِ قُوَّتَهُ
عَقلاً يُنِيرُ طَرِيقاً مَا بِهِ عَطَبُ
يُبَادِرُ النُّورَ مَنْ صَحَّتْ عَزِيمَتُهُ
فَيَجتَلِي الظُّلمَ والطُّغيَانُ يَضطَرِبُ
مَا زَالَ فِي الكَونِ نُورٌ نَستَضِيءُ بِهِ
وَسَاعِدُ الحَقِّ يَبنِي دُونَمَا رَهَبُ
فَلَن يَمُوتَ بِشَعْبٍ نَابِضٍ أَمَلٌ
وَلَن يَدُومَ مَعَ الإِصْرَارِ مَا ارْتَكَبُوا
وَلَن تَمُوتَ مِنَ الإِنسَانِ خَذوَتُهُ
الحَقُ يَعلُو فَأَنَّى يَنتَهي الغَضَبُ
... ...
٣ / ٣ / ٢٠٢٣م
شحدة سعيد محمد البهبهاني